اليوم أتمّ عامي الخامس و الأربعون، و أحببت أن أشارك إخواني و أخواتي خاصة رواد الأعمال ببعض النصائح التي علمتني إياها هذه السنون:
- تأكد أنك تحب ما تفعله، و تفعل ما تحبه. إن أي عمل ستقوم به وأنت له كاره لن يكون إلا قتلاً لأي إبداع مكنون في نفسك، وسلباً لسنوات عمرك وضيقاً وحيرة ينعكس أثرهما ليس عليك وحدك بل على من حولك. إذا اضطررت إلى عمل ما و لم تكن تحبه، حاول أن تجد طريقةً لتحبه بها، تحدث إلى من يحب هذا العمل و حاول أن تتعلم منه كيف تستمتع به و تحبه
- العمر أغلى ثمناُ من أن يضيع في جمع المال. إذا كان هدفك من العمل زيادة رصيدك البنكي فقط، فقد أهدرت الكثير من سنوات عمرك. العمل يجب أن يكون طريقك لتحقيق ذاتك و ترك بصمتك، أما المال فسيأتي لاحقاً إذا أخلصت حقاً لعملك
- إذا كنت ستنتظر حتى يتوفر رأس المال اللازم لبدء مشروعك، فعلى الأغلب أنك لن تبدأ. أي مشروع يستطيع حقيقة أن يبتلع أي مبلغ من المال تخصصه له. الحكمة أن تركز على إنفاق المال بذكاء لتنطلق بمشروعك بسرعة ورشاقة، ثم تستخدم العائدات الأولى في التطوير و التوسع
- من المهم جداً وجود شركاء معك يؤمنون بما تؤمن به من رؤية و قيم، ويتحملون معك نفس المقدار من المخاطر التي تتحملها ويتقاسمون معك أعباء العمل. العمل بشكل منفرد ضغط هائل جداً يصعب على الأشخاص العاديين تحمله، و العمل مع شركاء لا يتفقون معك في الرؤية و القيم مصيره الفشل المحتوم، و العمل مع شركاء لا يتقاسمون معك الأعباء سيجعلك دائماً في دائرة من الضغوطات التي لا تنتهي، وغالباً ما يكون مصيره النهائي الفشل
- امنح نفسك مرتباً. الكثير من رواد الأعمال يعمل بدون تخصيص مرتب له. وقتك الثمين يجب أن يخصص له مرتباً، مهما كان صغيراً، فأنت لا تريد في النهاية أن تعمل مجاناً، كما أنه من المهم دائماً إضافة هذه النفقات إلى العمل لمعرفة ما إذا كنت تربح أم تخسر في نهاية المطاف
- المحاسبة ثم المحاسبة ثم المحاسبة. تأكد من أنك قمت بتعيين من هو مسؤول عن ضبط الحسابات في العمل، و إلا فلن تستطيع أبداً أن تعرف هل تسير الأمور على ما يرام أم أنها في طريقها للانهيار.
- تعلم إدارة وقتك على مصفوفة عاجل-مهم، فمن يدير وقته بشكل صحيح يستطيع أن ينجز على الأقل ضعف من لا يدير وقته بشكل صحيح. إدارة الوقت تتضمن أيضاً أن تعطي لنفسك وأهلك حقهم من الترويح
- تعلم أن تعمل بذكاء وليس باجتهاد. تعلم كيف تؤتمت الكثير من المهام التي تتطلب وقتاً وجهداً كبيراً باستخدام التطبيقات والمنصات المختلفة. عن طريق التكنولوجيا الحديثة تستطيع أن تنجز أضعاف مضاعفة بوقت قصير جداً، وهذا سر النجاح لكثير من الأفراد الذين صنعوا مجداً بدون الاعتماد على فريق عمل.
- توقف عن العمل للصلاة، وهذه نصيحة مهنية بحتة. توقفك و انقطاعك عن العمل و الدنيا لدقائق معدودة تستغلها في نسيان متاعبك،ومناجاة من بيده مفاتيح كل شيء، تعطيك دفعة عظيمة من الطاقة تستأنف بها عملك.
- تعلم الذكاء العاطفي، فقدرتك على إدارك و التحكم بعواطفك و عواطف الآخرين تجعلك شخصاً مميزاً يترك أثراً لا ينسى لدى العديد ممن تقابلهم و تعطيك القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة دائماً
- ساعد من حولك. أكاد أجزم أن كل ناجح أعرفه، لا يتردد أبداً في مساعدة الآخرين، فيزيده الله بذلك نجاحاً و تألقاً. الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
- ضع نفسك دائماً في مكان العميل، وتخيل كيف سيتصرف وابن عملك حول هذا الأساس. أستطيع أن أجزم أن فشل أي عمل يأتي من هنا، عدم قدرتك على فهم احتياجات و توقعات العميل. إذا لم تكن قادراً على فهم عميلك بشكل جيد، تحدث وأنصت إليه مطولاً و باستمرار.
- طور نفسك باستمرار، إذا لم تضع نفسك بشكل مستمر أمام تحد جديد، فسرعان ما ستفقد حماسك للعمل. تأكد أن يكون أي هدف تضعه لنفسك فيه تحد كبير لك، يدفعك كي تطور نفسك وتطور من قدراتك
- بينما يركز الكثيرون على نقاط ضعفهم ويبذلون الكثير من الجهود لتقويتها، أنصحك أن تركز على نقاط قوتك و كيفية استغلالها إلى أبعد حد ممكن، فذلك أكثر كفاءة وسهولة.
- كن عادلاً مع من حولك، كما تحب أن يكونوا عادلين معك. اقبل أعذارهم، احرص على أداء حقوقهم في الوقت المحدد، أدّ حقوقهم كاملة، بين عذرك لهم، وإياك ثم إياك أن تظلم أحداً أو تأكل حق أحد، فمهما طال الزمن ستدفع الفاتورة كاملة غير منقوصة، وكن سمحاً في البيع و الشراء و القضاء و الاقتضاء، كما أوصى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
- لا تستهن بلقاء أي شخص كان، طالما لديك الوقت و الإمكانية. إذا لم يتمخض عن اللقاء إلا أنك أضفت شخصاً جديداً إلى شبكتك الاحترافية فهذا كاف. إذا كنت تتصرف بالشكل المناسب، فإن هذا الشخص لن ينساك أيضاً وقد يكون مرجعاً مهماً لك لاحقاً
- لا تستهن بأي فرصة حتى تقيمها التقييم الصحيح. بعض الاتصالات التي أتتني واللقاءات العابرة التي كان من الممكن أن أتجاهلها أو أدعها تمر مرور الكرام، تمخض عنها صفقات و عقود ممتازة، و بالمقابل بعض الفرص التي أنهكتني متابعتها تمخض عنها صفراً. ستعلمك التجربة كيف تستطيع تقييم الفرصة بسرعة في كل مرة جديدة
- أعط الانطباع الصحيح. عادة ما يقوم العميل بتقييمك من خلال مظهرك، مكتبك، عنوانك، جوالك و حتى السيارة التي أتيت بها للاجتماع. تأكد أنك تعطي الانطباع الصحيح للعميل و الذي يجعله يمد يده إلى دفتر الشيكات بثقة و دون تردد. تأكد أيضاً من تسجيل هذه المصاريف تحت بند التسويق و الصورة الذهنية
- متابعة للنصيحة السابقة، يشتري العميل ممن يثق به. ضع هذه القاعدة نصب عينيك، إذا لم تستطع كسب ثقة العميل فغالب الأمر أنك ستفشل في إقناعه بالشراء. بناء الثقة من أصعب الأمور التي تقوم بها و تتطلب الكثير من العمل على المدى القصير و الطويل، و أهم ما تفعله لكسب ثقة أحدهم هو الشفافية و النزاهة
- اخرج من بيئة العمل. لا تحصر نفسك في المكتب و تجلس فيه فترات طويلة، وخاصة إذا كانت تحس بالارهاق من ضغط العمل. أفضل ما تفعله أن تخرج للشارع و الأسواق، سترى أنه علاوة على الراحة النفسية، سيمكنك ذلك من التفكير خارج الصندوق وملاحظة ما يفعله رجال الأعمال و الشركات الأخرى و الاستفادة منه
- استعن بالورقة و القلم. رغم أن الأجهزة الحديثة تتميز بإمكانات ممتازة، إلا أنني لا زلت أفضل استخدام الورقة و القلم حيث لا يوجد هناك أي حدود أو إطار. عندما تنتهي من استخدامهما تأكد من أخذ صورة للأفكار و المخططات الهامة التي وضعتها كي لا تضيع أدراج الرياح
- تجنب إحراق الجسور بينك و بين أي شخص، أو أي مؤسسة. غالباً ما سوف تحتاج هذه الجسور لاحقاً، كما أن الحياة أقصر من تقاطع أحداً
- عندما تناقش أي شخص ما، افترض أنك مخطأ، ثم حاول أن تنقض هذا الفرض. إن لم تستطع فأنت مخطأ حقاً، يساعدك هذا في النقاش الصحي السليم بهدف الوصول إلى الحقيقة و ليس لإثبات نفسك
- عندما تعود مساء إلى بيتك، راجع حساباتك و تأكد هل قمت بكل ما تستطيع كي تنجح، إذا كان جوابك نعم، اطمئن تماماً وسلم الأمر لله موقناً أن النجاح والتوفيق منه وحده، و أن كل ما فعلته و قدمته من أسباب، لا يعدو أن يكون امتثالاً لأمره في اتخاذ الأسباب، أما إذا كان الجواب لا، فأنت مقصر في حق خالقك و نفسك، وفي كلا الحالتين الأمر متروك لله وحده.
- النصيحة الأخيرة لهذا اليوم، ثبت النصائح السابقة أو مختصر عنها في لوحة ظاهرة تراجعها يومياً كي تقيس أداءك اليومي بها، وتتخذ ما يلزم لتحسينه
في النهاية عزيزي القارئ، إن كنت قد أخطأت فمن نفسي و من الشيطان، و إن كنت قد أصبت فمن الله سبحانه، ودمتم بألف خير
منقول من
النصائح الخمس وعشرون في الأعمال